الإسكندرية على مر العصور الجزء 5 : اﻷسكندرية في السياسة الرومانية


 لم تكن مصر التي ألحقها أوغسطس بالإمبراطورية الرومانية بمثابة كوكب جديد بزغ فجأة في أفق السياسة الرومانية، فقد سبقت
 بين الدولتين علاقات متنوعة سياسية و اقتصادية و ثقافية ترجع إلي القرن الثالث ق.م.. ورغم أن مصر بقيت الدولة الوحيدة في حوض البحر اﻷبيض المتوسط المستقلة عن السيادة الرومانية حتي معركة أكتيوم سنة 31 ق.م.. إلا أن علاقاتها بروما كانت تزداد علي مر الزمن اقترابا و تداخلا مع السياسة الرومانية حتي إذا كان عصر كليوباترا أصبحت مصر جزءا لا ينفصل عن مشاكل الحكم في روما و خطرا يهدد كيان اﻹمبراطورية و ذلك بسبب الموقف الذي اتخذه انطونيوس في الشرق و علاقته بكليوباترا. لهذا كان أوغسطس علي علم تام بأهمية الولاية الجديدة و يعرف طبيعة سكانها و خاصة أهل اﻷسكندرية و سرعة نزوعهم إلي الثورة.
  علي أي حال فإن السيادة الرومانية التي فرضها أوغسطس علي مصر سلبت اﻷسكندرية سيادتها و أهميتها السياسية و لم يرض السكندريون أبدا عن وضعهم الجديد و لكنهم كانوا غير قادرين علي الثورة ضد الحكم الروماني مباشرة و علانية. وخاصة بعد أن ذاقوا شدة بطش الجيش الروماني عند أول محاولة قاموا بها في هذا السبيل. كان ذلك عند أول عهدهم بالسيطرة الرومانية. فما كاد أوغسطس يغادر مصر و أخذ جباة الضرائب يجمعون الضرائب الجديدة لروما حتي هبت الثورة مناطق مختلفة من البلاد و في صعيد مصر و المنطقة الشرقية من الدلتا و اﻷسكندرية. ورغم انتشار الثورة علي هذا النحو استطاع الوالي علي مصر أن يقود الجيش الروماني و أن يظهر ﻷهل اﻷسكندرية و مصر أن الحكم الجديد يستطيع أن يضرب بيد من حديد كل من تحدثه نفسه بالخروج عليه. فقضي علي الثورات في الحال و عاد الهدوء إلي الولاية ثانيا. ولكن الهدوء الذي عاد إلي اﻷسكندرية كان مؤقتا و ظاهريا فقط، إذا ظلت هذه المدينة تغلي بالنقمة علي السيطرة الرومانية التي فرضت عليها. و كما يحدث كثيرا حين يعجز المحكومين عن مواجهة من بيدهم السلطان يلجأون إلي وسيلتين للتنفيس عن سخطهم المكبوت، إحداهما هي إطلاق ألسنتهم بالسخرية و الفكاهة علي الحاكمين و أشياعهم، واﻷخري هي انتهاز الفرصة لﻹنتقام ﻷنفسهم عن طريق إفراغ غضبهم علي الفئة التي تناصر الحاكم و التي تتمتع بعطفه و محاباته.
  وقد لجأ السكندريون إلي وسيلتين معا، فاشتهروا في العالم القديم بالفكاهة الﻻذعة و السخرية المرة، كما وجدوا في جماعة اليهود في المدينة هدفا للهجوم عليهم بدﻻ من الثورة صراحة ضد الرومان. ذلك ﻷن الرومان وجدوا في اليهود جالية قوية يمكن اﻻعتماد عليها في اﻷسكندرية و مصر ضد اليونانيين و المصريين معا. بينما شعر اليونانيون أنهم قد سلبوا سلطانهم كما أن الضرائب الجديدة أرهقت المصريين أشد اﻹرهاق. أما اليهود فعلي العكس من ذلك رحبوا بالسيطرة الرومانية ﻷنها قضت علي سيادة العنصر اليوناني و أصبح عنصر خاضع و بذلك تساوي باليهود أنفسهم كجالية أجنبية. و قد أدرك الرومان هذه الحالة فاصطنعوا الجالية اليهودية و أظهروا لهم كثيرا من العطف و التشجيع. حاول اليهود في اﻷسكندرية استغلال هذه الظروف فبدأوا يدعون ﻷنفسهم مواطنة اﻷسكندرية و يقحمون أنفسهم في مباريات الجمنازيوم. ولكن السكندريون لم يسكتوا علي ذلك و أخذوا يتحينون الفرص للتنكيل باليهود. فشب صراع بينهم و قد استمر لفترة طويلة.

  وقد وجد السكندريين في إحجام اليهود عن عبادة اﻹمبراطور و رفضهم إقامة التماثيل له في معابدهم فرصة لهم فهاجموهم و اقتحموا المعابد اليهودية و حاولوا إقامة تماثيل اﻹمبراطور بها عنوة و بذلك أحرجوا فﻻكوس والي مصر الروماني أشد اﻹحراج و كان هذا الوالي قد سبق أن اضطهد السكندريين و أغلق نواديهم و منعهم من حمل السلاح. فإذا حاول اﻵن قمع السكندريين فربما يؤدي ذلك إلي إثارة الشك حول وﻻئه لﻹمبراطور. و بذلك نجح السكندريون في استمالة فﻻكوس إلي جانبهم و لعلهم تمكنوا من رشوته أيضا، فسلط علي الحي اليهودي جنود الجيش الروماني يعاونهم السكندريون بالقتل و السلب و النهب و التدمير. وامام هذه المحنة سعي اليهود إلي الملك اليهودي كي يتوسط لدي صديقه اﻹمبراطور. و فعﻻ نجح المسعي و بعث اﻹمبراطور قوة عسكرية إلي اﻷسكندرية دخلتها ليﻻ و ألقت القبض علي فﻻكوس و أخذته إلي روما حيث حوكم و نفي ثم قتل في منفاه. و في هذه اﻷثناء أرسل اليهود إلي روما وفدا يمثلهم برئاسة الفيلسوف فيلون كما أرسل السكندريون وفدا آخر يمثلهم برئاسة أبيون. ولكن اﻹمبراطور شغل عنهم بشئونه الخاصة و لم تسفر هذه السفارات عن نتيجة ذات بال.

  بعد كاليجوﻻ تولي الحكم في روما اﻹمبراطور كلوديوس، و لما كان الخلاف بين اليهود و السكندريين لا يزال قائما أرسل الجانبان وفودا أخري إلي روما، بردية هامة قد خلت رسالة من اﻹمبراطور كلوديوس إلي السكندريين يرد فيها علي تلك السفارات، و يتضح منها مطالب الطرفين. وتعتبر هذه الرسالة من أهم وثائق اﻷسكندرية في العصر الروماني ﻷنها تبين مطامع السكندريين و اليهود من ناحية و تجلو جوانب من نظام المدينة الذي أقره أوغسطس و بقي معموﻻ به حقبة طويلة بعد ذلك. أما السكندريون فقد قاموا لمطالبهم بالتأكيد علي مسألة عبادة اﻷمبراطور ليحرجوا موقف الوفد اليهودي. فاقترحوا إنشاء معابد خاصة لﻹمبراطور و تعيين كاهن خاص لعبادته الشخصية، و هو أمر لم بحدث من قبل، ﻷن اﻷباطرة كانوا يؤلهون و يعبدون بعد وفاتهم و لم تكن لهم معابد خاصة. وقد رفض اﻹمبراطور هذا اﻻقتراح قائلا إن ذلك أمر قاصر علي اﻵلهة فقط. و تذكر الرسالة اقتراحات أخري حققها اﻹمبراطور، و لكن أهم مطلب للسكندريين كان من غير شك إنشاء مجلس تشريعي، وكان كلوديوس يعرف أن أوغسطس لم يسمح بقيام هذا النظام في اﻷسكندرية و يعرف أيضا أن ما صدر عن أوغسطس كان يعتبر سنة للسياسة الرومانية لا يمكنه هو أن يخرج عنها. و لكنه أمام إصرار السكندريين و إلحاحهم لم يستطع أن يرفض هذا المطلب رفضا صريحا، ولهذا حاول أن يؤجل اﻷمر إلي أجل غير مسمي - كما نقول اﻵن - وذلك بأن قال لهم إنه سوف يبعث إلي واليه علي مصر ليبحث له اﻷمر. و ينهي اﻹمبراطور رسالته بالتعرض لمشكلة اليهود في اﻷسكندرية. و هو يعلم أنه خلاف قديم يتصل بوضع اليهود في اﻹمبراطورية بأسرها. إذ كان لهم في القديم أيضا تلك الوحدة العنصرية التي تنتشر في العالم كله. لهذا نجد كلوديوس يغير لهجته في هذا الجزء من الرسالة و يستخدم أسلوبا جافا طابعة النذير و الوعيد لكل من اليهود و السكندريين إذا لم يكفوا عن مشاحناتهم، فيأمر السكندريين بالحلم و لين الجانب بينما ينبه اليهود الي حقيقة وضعهم في اﻷسكندرية. و ينهاهم عن السعي وراء المزيد من الحقوق و أن يقنعوا بالتمتع بالحياة و وفرة النعيم في مدينة ليست مدينتهم و ألا يحضروا إلي اﻷسكندرية يهود آخرين من سوريا و داخل مصر، وإﻻ اضطر إلي الاعتقاد أنهم يحاولون إثارة فتنة في العالم كله. و أخيرا يعد كلوديوس السكندريين أنهم إذا أمسكوا عن المشاحنات فسوف يستمر في إحسانه لهم. هكذا كان موقف هذا اﻹمبراطور الحازم المعتدل في كل ما صدر عنه.

  ثم خلفه نيرون الذي كان اﻹعتدال أبعد الصفات عن اخلاقه، ولكن إفراطه فيما يتعلق باﻷسكندرية و مصر كان في جانب اﻹعجاب بها حتي أنه حزم أمره علي أن يقوم بزيارة كبري لمصر بغية مشاهدة آثارها في الوقت الذي كان يعد فيه حملة إلي ما وراء حدود مصر الجنوبية. ولكن قيام ثورة بواسطة اليهود في فلسطين منعته من تنفيذ خطته لزيارة مصر. وقد حدث أن ثارت الخصومة بين اليهود و السكندريين بعدوي من ثورة فلسطين،وفي هذه اﻵونة كان نيرون قد عين علي مصر في سنة 66 واليا من بين مواطني اﻷسكندرية، وهو تبيريوس يوليوس إسكندر الذي كان يهودي اﻷصل ثم أرتد عن دينه. وحاول هذا الوالي أن ينصح رؤساء اليهود بالتزام الحكمة ولكن دون جدوي، فاضطر إلي أن يستدعي قواته من المعسكر و يسلطها علي حي اليهود، حتي يقال إن خمسين ألف منهم قتلوا في هذه المحنة و بعد ذلك كله يبدو أن نيرون لم ينس مصر و الرغبة في رؤيتها فيقال إنه طلب أن ينفي إلي مصر و أن يعين واليا عليها حين علم بإعلان جالب إمبراطورا مكانه.
  بعد ذلك هدأت اﻷحوال في اﻷسكندرية و مصر فترة من الزمن باستثناء بعض اﻻضطرابات التي أعقبت محنة اليهود الكبري في فلسطين و تدمير معبد بيت المقدس سنة 70 ، و استمر الهدوء في مصر حتي سنة 114 حين نشبت ثورة يهودية جديدة شملت مصر و ليبيا و قبرص فقامت كذلك الثورة في اﻷسكندرية بين اليهود و اﻹغريق أدت إلي كثير من القتلي و التدمير في المدينة، كانت تلك هي آخر مرة نسمع فيها عن أحداث هامة في الصراع بين اليهود و السكندريين ولعله بدأ يخبو أمام انشغال الرأي العام بأحداث أشد خطورة و هي ظهور المسيحية كقوة شعبية.
  علي أن تاريخ اﻷسكندرية السياسي أو علاقة اﻷسكندرية بروما لم يكن يدور حول اضطهاد اليهود و محاربتهم أو الانتقام منهم كوسيلة من وسائل النقمة علي الحكم الروماني نفسه، فقد كان هناك جانب آخر له طرافته وهو الدور الذي لعبته اﻷسكندرية في السياسة الرومانية مباشرة. لم تكن اﻷسكندرية مجرد عاصمة ولاية بعيدة عن مجريات السياسة في روما، ففي أكثر من مرة وقفت موقفا إيجابيا و تدخلت في الصراع حول الحكم في روما. و كم من مرة آزرت اﻷسكندرية حركات التمرد ضد اﻹمبراطور وكم من مرة ناصرت أدعياء الحكم لا حبا في الثائر المدعي و لكن كرها لكل من يتولي السلطة في روما و كانت لﻹسكندرية خاصة و مصر عامة مكانة مرموقة في روما بسبب محصول القمح الذي كانت ترسله الولاية كل عام لغذاء الشعب الروماني، يعيث تأخر هذا القمح عاما تعرضت روما للمجاعة، ولهذا كان للسيطرة علي مصر مغزاء و قيمته في الصراع السياسي حول العرش في روما.

  ولعل من أهم المناسبات التي لعبت فيها اﻷسكندرية دورا خطيرا في شئون الحكم في روما ما قامت به من أجل وصول فسباسيان إلي العرش في سنة 69. وذلك أن عام 68 و 69 كان عام فتن و فوضي سياسية، تعاقب فيه علي عرش أربعة أباطرة لم يبق كل منهم سوي أشهر قليلة ، و كان هؤلاء اﻷباطرة يعينون و يعزلون بواسطة الجند في الولايات الغربية عادة. و لم يكن قد تدخل بعد الجنود في الشرق في عملية تعيين اﻷباطرة و عزلهم. ولكن حدث في سنة 69 أن كان فسباسيان يقود جيشا في سوريا و أعلن نفسه أمبراطورا ، و بقي مركزه غير مؤكد حتي أول يوليو سنة 69 حين أعلن له الوﻻء حاكم مصر و أخذ له اليمين من الجنود في اﻷسكندرية، عند ذلك اتجه نحو اﻷسكندرية، لمحاربة اﻹمبراطور القائم في روما عن طريق منع قمح مصر، ولكن لم يضطر إلي تنفيذ هذه الخطة ﻷن جنود في الولايات الغربية وفي روما أعلنوا ولاءهم له بسرعة لم تكن متوقعة. ولعل أهمية انضمام مصر فسباسيان تتجلي في أنه اعتبر تاريخ بدء حكمه منذ أول يوليو سنة 69 و هو تاريخ إعلانه إمبراطورا في اﻷسكندرية رغم أن اﻹمبراطور اﻵخر في روما بقي متربعا علي العرش حتي 21 ديسمبر من العام نفسه. تبين الطريقة التي وصل بها فسباسيان إلي الحكم مدي أهمية اﻷسكندرية في السياسة الرومانية، ولهذا كانت دائما موضع اهتمام اﻷباطرة، وفي أكثر من مناسبة حين تعرضت المدينة ﻷزمة في الغلال بسبب قلة مياه الفيضان كان اﻷباطرة يرسلون إلي اﻷسكندرية غﻻﻻ أو يوزعون علي المواطنين جزءا من المخصص لروما.

  من أشهر تلك المناسبات حين أرسل اﻹمبراطور تراجان أسطوﻻ محمﻻ بالغلال من روما إلي اﻷسكندرية للتغلب علي مجاعة حدثت في البلاد بسبب انخفاض النيل. و الي جانب ذلك أظهر اﻷباطرة في ظروف عديدة عطفهم علي المدينة بإقامة المباني المختلفة و التقرب إلي أهلها.

  نعرف أن اﻹمبراطور هارديان سنة 137 بني مكتبة جديدة لحفظ الوثائق الرسمية في المدينة عندما زارها كما أنه زار المتحف و تحدث مع رجاله من الفلاسفة و عين كثيرا من المعلمين المتجولين أساتذة به.

  كذلك نعرف أن اﻹمبراطور سيفيروس زار اﻷسكندرية سنة 200 و بني بها حمامات و جمنازيوم و معبدا لﻵلهة و ذلك عندما منح اﻷسكندرية و عواصم اﻷقاليم في الريف حق إنشاء مجلس الشوري.
  ولكن فترة الرخاء و الهدوء التي سادت في القرن الثاني انتهت في الجزء اﻷخير من ذلك القرن و بدأ الصراع السياسي يشتد من جديد في روما و بدأت اﻷسكندرية تعلن عن سخطها علي اﻹمبراطور الروماني بمؤازرة الثائرين عليه مرة ثانية.

  حدث ذلك في ثورات أثناء حكم ماركوس أوريليوس (١٦١ - ١٨٠ ) و سيفيروس ( ١٩٣ - ٢١١ ). وفي كل مرة لم تكن اﻷسكندرية تسلم من الانتقام جزاء موقفها.

  رغم ذلك ففي سنة 215 حين زار المدينة اﻹمبراطور كاراكﻻ الذي منح سكان اﻹمبراطورية اﻷحرار المواطنة الرومانية سنة 212 سخر منة السكندريون علي عادتهم فأنتقم منهم بأن أطلق جنوده في المدينة يقتلون و يدمرون.
  بعد ذلك جاءت الفترة التي تعرف بالمحنة الكبري لﻷمبراطورية الرومانية في الجزء اﻷكبر من القرن الثالث. وأخذت الجيوش تلعب دورا متزايدا في السياسة يعينون اﻷباطرة و يقتلونهم وكم من مرة تقاتل الجنود ﻻنقسام ولائهم بين مرشحين مختلفين للحكم. وقد أصاب اﻷسكندرية شيء من ذلك عندما وقعت حرب بين الجيوش الرومانية سنة 261 مما أدي إلي تدمير أجزاء كثيرة منها و تفشي اﻷوبئة و اﻷمراض فيها حتي قيل إن عدد السكان من سن أربعة عشر إلي ثمانين أصبح يساوي عدد اﻷفراد من سن أربعين إلي سبعين قبل ذلك. أي أن عدد السكان هبط إلي الثلث. وفي اثناء الصراع من أجل السيطرة علي الشرق الذي نشب بين زينوبيا و ملكة تدمر و اﻹمبراطورية الرومانية قام تحالف بين اﻷسكندرية و زينوبيا ( ٢٦٩ - ٢٧١ ) حين ثار أحد تجار اﻷسكندرية و هو المدعو فرموس و أعلن نفسه امبراطورا رومانيا و أتخذ جانب تدمر. ولكن سرعان ما تمكن اﻹمبراطور من السيطرة علي الشرق من جديد بما في ذلك تدمر و اﻷسكندرية.

  وكانت آخر ثورة اشتركت فيها اﻷسكندرية ضد اﻹمبراطور تلك التي قام بها أحد الضباط الرومان في المدينة ضد دقلديانوس مما اضطر دقلديانوس إلي الحضور إلي اﻷسكندرية بشخصه ﻹخماد الثورة. وفي هذه الحرب أيضا أصاب المدينة كثير من اﻷذي ولكن دقلديانوس عمل بعد ذلك علي إنعاش المدينة من جديد بعد أن توالت عليها الحروب و الكوارث أثناء محنة اﻹمبراطورية هذه. ومن أهم أعمال دقلديانوس أنه أمر بتخصيص جزء من الغلال لﻹسكندرية من الغلال التي كانت تجمع لروما كل سنة. ومن المحتمل أنه اعترافا بهذا العمل أقام له السكندريون ذلك النصب الكبير الذي يعرف اﻵن بعامود السواري. تلك لمحة سريعة عن اﻷسكندرية في السياسة الرومانية.

تعليقات